بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ان خديجه بنت خويلد رضي الله عنها كانت ام المؤمنين الاولى حيث تزوجها
الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج غيرها حتى ماتت رضي الله عنها في السنه
العاشره للدعوه فحزن عليها الرسول صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا بعد ان تركت
له اربع بنات هن:....
.... زينب..
..رقيه..
..ام كلثوم..
..
فاطمه....
لا حظ الصحابه حزن النبي صلى الله عليه وسلم وحاجته الى من يرعى بيته وبناته
فاتته الصحابيه خوله بنت حكيم زوجه الصحابي عثمان بن مضعون فقالت له:...
(يا رسول الله اننا ندرك مدى حزنك لفقد خديجه).....
فقال صلى الله عليه وسلم:.......
....
...
(اجل كانت ام العيال وربه البيت)...
...فقالت خوله:....
(هل اخطب لك؟)....
...فقال صلى الله عليه وسلم:...(نعم)...
فقالت له:...(ما رايك بعائشه بنت ابي بكر الصديق؟)....
فاخبرها بانها ما زالت صغيره ....فتذكرت خوله تلك الصحابيه التي تسمى ...
سوده بنت زمعه والتي كانت من اوائل المسلمين مع زوجها وتحملا الكثير من العذاب
على ايدي الكفار وكانا من المهاجرين الى ارض الحبشه في الهجره الاولى تاركين
ديارهم واموالهم وبعد فتره عادا الى مكه بلدهم حيث قدرالله وفاه زوج سوده هناك مما
احزن سوده كثيرا لكنها كانت من الصابرات لا سيم انها عادت للعيش عند اهلها مضطره
ان يرعاها اب كافر واخ يعادي الاسلام وكان لها خمسه ابناء ....
كل هذه الظروف جعلت خوله ترشح سوده ليتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وينقذها
من همومها وهو العطوف الحنون على امته فلما عرضت خوله ذلك على النبي صلى الله
عليه وسلم وافق وخطب سوده ولم يجد والدها الكافر سببا لرد النبي صلى الله عليه
وسلم ..بل قال عنه:
..(انه كفؤ كريم)..
وتم الزواج المبارك في رمضان من العام العاشر للبعثه فكانت سوده نعم الام لبنات
الرسول وخير الرعايه لبيته وهاجرت رضي الله عنها مع النبي الى المدينه المنوره
وكانت ذات فكاهه تدخل البسمه والبهجه على قلب الرسول بكلامها فمره صلت خلف النبي
فشعرت انه اطال السجود فقالت له في اليوم التالي:.....
(صليت خلفك البارحه فركعت بي حتى امسكت بانفي مخافه ان يقطر الدم منه)...
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ...
كانت سودة ايضا ذات عقل راجح وكرم وصدقه فكان يرسل لها الصحابه والخلفاء
اموالهم فتتصدق بها وكانت ذات قلب طيب جعل عائشه تقول:....
(ما رايت امراه احب الي من ان اكون مثلها اكثر من سويده بنت زمعه).....
وكما رعى النبي صلى الله عليه وسلم تلك المراه الكبيره في السن والضخمه في الجسم فقد
رعته مع بناته خير رعايه وحافظت على بيته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ...
وعاشت بعده حتى توفيت في اخر خلافه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه
....وجمعنا بها في جنان الخلد....
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بنت المطر